ليلة الشعبانية

من قنبوس موسوعة التراث
مراجعة ١٢:٢٢، ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٢ بواسطة LoayAmin (نقاش | مساهمات) (٣ مراجعات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

ليلة الشعبانية (جمل الشعبانية)

ليلة نصف شعبان تحظى بمكانة كبيرة لدى سكان مدينة إب، تصل الى الاحتفالية الكبيرة الممزوجة بطابع ديني، وإن كانت الاحتفالية تطغى أكثر على الطابع الديني .

عامة، ليلة نصف شعبان لها مكانة لدى اليمنين في كل مكان في اليمن ، لكن مدينة إب تتميز عن باقي مدن اليمنية بطقوس خاصة في هذه الليلة، و بسبب ذلك الاختلاف أصبح الكثير من سكان المدن المجاورة يتسألون عن السر وراء تلك الطقوس و العادات و أصلها.

قبل الليلة يستعد منازل مدينة إب لهذه الليلة ، بعمل الكعك والذمول(نوع من المعجنات) والرزنة( نوع من المعجنات) والطنفاش( الفشار)، و اعداد وجبة العصيد لأكلها ليلا . و شراء الحلوي و المشروبات و الشمع و الفوانيس والثياب الجديدة للاطفال. وقديماً كانت تقوم الاسر بنفسها بصناعة القناديل (عبارة عن قطعة من قماش تلف على شكل قلم طويل  و تغمس بالزيت و اللبان المحروق).

الفرحة بليلة النصف بشعبان تكاد تكون أعظم من فرحة الاعياد الاخرى ، ربما لتفردها بخصوصيات جميلة ، و لكثرة الطقوس التي يمارسها الناس لأجل اتمام ليلة الشعبانية، فهي ليست مثل باقي الاعياد التي تقتصر على زيارة الاهل فقط.

بعد غروب شمس ليلة النصف من شعبان ، تكون المنازل قد أعدت أكياس صغيرة ممتلئة بالطنفاش(الفشار) و بداخلها شكلت و مليم( حلويات) و شمعة و كعكة ، و ثلاجات فيها مشروبات. تلك الاكياس توزع على اطفال الحارات الذين ياتون لزيارة البيوت للتمسية بليلة الشعبانية و يقدمون لهم مشروبات. أما أهل المنزل فيجتمعون و يتناولون المعجنات و العصيد ( أكل العصيد عادة قديمة)، و أما الاطفال فليبسون الملابس الجديدة .

لكن قبل خروج الجميع من المنزل اذا لم يتاخر الوقت ، فهم ينتظرون ايقونة الليلة و هو جمل الشعبانية ( مجسم خشبي كبير مغطى بالقماش ، و معتنى به جيدا ، و بداخله ثلاثة اشخاص يقومون بحملة)، و عند حضور الجمل ، و يكون بصحبة سائس الجمل ، يقومون بفتح المسجلة على صوت ينشد تمسية شعبان، ثم بعدها يقوم الجمل بالرقص على وقع الطبول و الاطفال و سكان المنازل يتجمعون حوله و هو يرقص رقصات متناغمة مع الطبول و الليلة ، و يقوم سكان المنازل باخذ اطفالهم و وضعهم فوق الجمل اثناء الرقص ، و الخوف و البكاء دائما ما يصاحب الاطفال عند قدوم الجمل المخيف بالنسبة للصغار، و ليس هناك جمل واحد ، بل عدة جمال يصنعها اشخاص عديدون. هناك الجمل الكبير و الجمل الصغير، فالجمل الكبير هم خاص بالاسر التي توارثت هذا العمل ، و الجمل الصغير يقوم بتصميمة أطفال الحارات بامكانيتهم المحدودة،  و اذا تأخر قدوم الجمل ، يخرج الجميع لزيارة الاهل بصحبة الاطفال و هم يحملون الشموع و القناديل و الفوانيس ، و يذهب الاطفال ايضا لمنازل الحارات و يدقون على ابوابها و هم يحملون الشموع و القناديل و الفوانيس، يمسون عليهم بليلة شعبانية و هم يرددون اغاني الليلة التي تقول:


ألا مساء ......ليليه يا ليلــــــــــيه. ألا مساء........ليلة الشعبانيه ألا مساء.......جوك امسي عندكم . ألا مساء ......زوجوني بنتك ألا مساء..... جوك امسي من يريم . ألا مساء..... بالغراره والشريم ألا مساء..... جوك امسي من عدن . الا مساء ......طرشوني باللبن


يحصل الاطفال على اكياس مليئة بالفشار و الكعك و الحلوى و الشمع و نقود (حق الشعبانية) و يشربون المشروبات .

اما المساجد ، فتمتلىء بالذكر و التهاليل و رائحة البخور و ماء الورد ، و بعض الاسر تقيم موالد ذكر في منازلها.  

هذا تقريبا شكل الطقوس في مدينة اب ، التي عرفها الجيل الحديث نسبيا ، و هناك عادات اخرى كانت قديما و قد اختفت .

ما اصل ليلة نصف شعبان بشكل عام ، و ما قصة ذلك المجسم الخشبي الجمل و تلك الطقوس في مدينة إب ؟

ليلة نصف شعبان احتفال ، و يؤكد انها احتفال شكل الطقوس في مدينة اب و تشترك معها مدينة الحديدة و التي تسمى عندهم ( البهجة ) ، و من التمسية يدل على انها مناسبة فيها ابتهاج اكثر من طقس ديني ، ايضا مفردات الاهازيج و الاغاني المصاحبة لهذه الليلة ، و التي تبدا بكلمة ( الا ) و هذه الكلمة مشهورة في اغاني الابتهاج لدى سكان المناطق الوسطى ، و التي تكثر في المهاجل و الافراح ، على حسب تفسير الباحث نزار عبده غانم حول تفسيرة لتلك الكلمة التي تكثر في الاغاني و المهاجل ، و يعزوها انها لا تقال الا في الاغاني التي فيها الابتهاج و الفرح.


بواسطة: م. أحمد سيف