التراث الثقافي

من قنبوس موسوعة التراث
مراجعة ١٢:٢٢، ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٢ بواسطة LoayAmin (نقاش | مساهمات) (٣ مراجعات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

تعرف منظمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (بالإنجليزية: United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization)، أو ما تعرف اختصاراً بالـيونسكو (UNESCO)التراث الثقافي بأنه:

ميراث المقتنيات المادية وغير المادية التي تخص مجموعة ما أو مجتمع لديه موروثات من الأجيال السابقة، وظلت باقية حتى الوقت الحاضر ووهبت للأجيال المقبلة. [١]

وقد تغير مصطلح "التراث الثقافي" في مضمونه تغيراً كبيراً في العقود الأخيرة، ويرجع ذلك جزئياً الى الصكوك التي وضعتها اليونسكو. ولا يقتصر التراث الثقافي على المعالم التاريخية ومجموعات القطع الفنية والأثرية، وإنما يشمل أيضاً التقاليد أو أشكال التعبير الحية الموروثة من أسلافنا والتي تداولتها الأجيال الواحد تلو الآخر وصولاً إلينا، مثال التقاليد الشفهية، والفنون الإستعراضية، والممارسات الإجتماعية، والطقوس، والمناسبات الاحتفالية، والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، والمعارف والمهارات في إنتاج الصناعات الحرفية التقليدية. [٢]

ويصنف التراث الثقافي حسب اليونسكو الى تراث ثقافي مادي الذي يشمل المناظر الطبيعية والآثار الصناعية وتراث ثقافي غير مادي أو لا مادي يشمل العروض الفنية والمعارف والتقاليد الثقافية.

التراث الثقافي المادي

يشتمل التراث المادي (بالإنجليزية: Tangible cultural heritage) على الآثار والمباني والأماكن الدينية والتاريخية والتحف من منشآت دينية وجنائزية كالمعابد والمقابر والمساجد والجوامع، ومبان حربية ومدنية مثل الحصون والقصور، والقلاع والحمامات، والسدود والأبراج، والأسوار، التي تعتبر جديرة بحمايتها والحفاظ عليها بشكل أمثل لأجيال المستقبل. ويكون علم الآثار والهندسة المعمارية والعلوم أو التكنولوجيا هو المعيارية الواضحة لهذا التراث. تصبح تلك اللقى والمواد من الأهمية لدراسة تاريخ البشرية لأنها تمثل الركيزة الأساسية لأفكاره ويمكن التحقق من صحتها. ويدل الحفاظ عليها على اعتراف ضمني بأهمية الماضي، والدلالات التي تسرد قصتها. كما أن اللقى المحفوظة تؤكد صحة الذكريات؛ وصلاحية المادة المكتشفة، بدلاً من استنساخها أو استبدالها، وتوجه الناس وتدلهم على الطريق السليم للتواصل مع الماضي. [٣]

تعريف اليونسكو من نص اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي(المادة 1)

يعني "التراث الثقافي" لأغراض هذه الإتفاقية:

- الآثار: الأعمال المعمارية، وأعمال النحت والتصوير على المباني، والعناصر أو التكاوين ذات الصفى الأثرية، والنقوش، والكهوف، ومجموعات المعالم التي لها جميعها قيمة عالمية استثنائية من وجهة نظر التاريخ، أو الفن، أو العلم.

- المجمعات: مجموعات المباني المنعزلة أو المتصلة، التي لها بسبب عمارتها، أو تناسقها، أو اندماجها في منظر طبيعي، قيمة عالمية استثنائية من وجهة نظر التاريخ، أو الفن، أو العلم.

- المواقع: أعمال الإنسان، أو الأعمال المشتركة بين الإنسان والطبيعة، وكذلك المناطق بما فيها المواقع الأثرية، التي لها قيمة عالمية استثنائية من وجهة النظر التاريخية أو الجمالية، أو الإثنولوجية، أو الأنثروبولوجية.


التراث الثقافي غير المادي

تعريف اليونسكو من نص اتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي (المادة 2) [٤]

يقصد بعبارة "التراث الثقافي غير المادي" الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات - وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية - التي تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحيانا الأفراد، جزءا من تراثهم الثقافي. وهذا التراث الثقافي غير المادي المتوارث جيلا عن جيل، تبدعه الجماعات والمجموعات من جديد بصورة مستمرة بما يتفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها، وهو ينمي لديها الإحساس بهويتها والشعور باستمراريتها، ويعزز من ثم احترام التنوع الثقافي والقدرة الإبداعية البشرية. ولا يؤخذ في الحسبان لأغراض هذه الاتفاقية سوى التراث الثقافي غير المادي الذي يتفق مع الصكوك الدولية القائمة المتعلقة بحقوق الإنسان، ومع مقتضيات الاحترام المتبادل بين الجماعات والمجموعات والأفراد والتنمية المستدامة.

وعلى ضوء التعريف الوارد في الفقرة أعلاه يتجلى “التراث الثقافي غير المادي” بصفة خاصة في المجالات التالية:

-(أ) التقاليد وأشكال التعبير الشفهي، بما في ذلك اللغة كواسطة للتعبير عن التراث الثقافي غير المادي.

-(ب) فنون وتقاليد أداء العروض.

-(ج) الممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات.

-(د) المعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون.

-(ه) المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية.

ويقصد بعبارة «الصون» التدابير الرامية إلى ضمان استدامة التراث الثقافي غير المادي، بما في ذلك تحديد هذا التراث وتوثيقه وإجراء البحوث بشأنه والمحافظة عليه وحمايته وتعزيزه وإبرازه ونقله، لا سيما عن طريق التعليم النظامي وغير النظامي، وإحياء مختلف جوانب هذا التراث. ويقصد بعبارة “الدول الأطراف” الدول الملتزمة بهذه الاتفاقية والتي تسري فيما بينها أحكامها. وتنطبق أحكام هذه الاتفاقية مع ما يلزم من تعديل على الأقاليم المشار إليها في المادة 33 والتي تصبح أطرافا فيها، طبقا للشروط المحددة في المادة المذكورة. وفي هذه الحالة، فإن عبارة “الدول الأطراف” تنطبق أيضا على هذه الأقاليم.

التراث الثقافي غير المادي هو: تراث تقليدي ومعاصر وحي في الوقت ذاته: فالتراث الثقافي غير المادي لا يقتصر فقط على التقاليد الموروثة من الماضي وإنما يشمل أيضاً ممارسات ريفية وحضرية معاصرة تشارك فيها جماعات ثقافية متنوعة.

تراث جامع: إن أشكال التعبير المنبثقة عن التراث الثقافي غير المادي التي نمارسها قد تكون مشابهة لأشكال التعبير التي يمارسها الآخرون، وسواء كان هؤلاء من قرية مجاورة أو من مدينة تقع في الجانب الآخر من العالم، أو هم جماعات هاجرت واستقرت في مناطق مختلفة فإن كل أشكال التعبير التي يمارسونها تعد تراثاً ثقافياً غير مادي. فهي أشكال للتعبير توارثتها الأجيال وتطورت استجابة لبيئاته، وهي تعطينا إحساساً بالهوية والإستمرارية وتشكل حلقة وصل بين ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا. والتراث الثقافي غير المادي لا يثير أسئلة عما إذا كانت بعض الممارسات خاصة بثقافة ما أم لا. فهو يسهم في التماسك الإجتماعي ويحفز الشعور بالإنتماء والمسؤولية، الأمر الذي يقوي عند الأفراد الشعور بالإنتماء الى مجتمع محلي واحد أو مجتمعات محلية مختلفة وأنهم جزء من المجتمع ككل.

تراث تمثيلي: إن التراث الثقافي غير المادي لا يقيّم بأعتباره مجرد سلعة ثقافية أو لطابعه المتميز أو الأستثنائي وفق سلم المقارنات. فهو يستمد قوته من جذوره في المجتماعات المحلية ويعتمد على هؤلاء الذين تنتقل معارفهم في مجال التقاليد والعادات والمهارات عبر الأجيال إلى بقية أفرد المجتمع أو الى مجتمعات أخرى.

تراث قائم على المجتمعات المحلية: لا يكون التراث الثقافي غير المادي تراثاً إلا حين تسبغ عليه هذه الصفة الأطراف التي تنتج هذا التراث وتحافظ عليه وتنقله. أي المجتمعات المحلية أو الجماعات أو الأفراد. فبدون أعتراف هؤلاء بتراثهم لا يمكن لأحد غيرهم أن يقرر بدلاً عنهم إن كان هذا الأمر أو ذاك يشكل جزءاً من تراثهم.[٥]