الفرق بين المراجعتين لصفحة: «فن الزامل»
ط (مراجعتان) |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٧: | سطر ٧: | ||
{{اقتباس | الزامل وجمعه زوامل وهو نوع من الرجز يلجأ إليه أبناء اليمن عندما يكونون في حالة خصام أو حرب فيقف قائدهم وهو في الغالب يجيد نظم الزوامل، أو أي واحد منهم فيرتجز بضعة أبيات بلهجته العامية فيلتقفها القوم ويغمونها بأصواتهم، ثم ينشدونها جميعاً لإثارة الحماس وتحفيز الهمم. وكذلك إذا أرادت جماعة من الناس أو قبيلة من القبائل أن تحقق لها مطلباً من مسؤول أو حاكم أو قبيلة أخرى فإنها توفد زمرة منها تمثلها وهم ينشدون الزامل الذي قد وضعوا فيه مطلبهم وأوجزوا فيه غرضهم. | {{اقتباس | الزامل وجمعه زوامل وهو نوع من الرجز يلجأ إليه أبناء اليمن عندما يكونون في حالة خصام أو حرب فيقف قائدهم وهو في الغالب يجيد نظم الزوامل، أو أي واحد منهم فيرتجز بضعة أبيات بلهجته العامية فيلتقفها القوم ويغمونها بأصواتهم، ثم ينشدونها جميعاً لإثارة الحماس وتحفيز الهمم. وكذلك إذا أرادت جماعة من الناس أو قبيلة من القبائل أن تحقق لها مطلباً من مسؤول أو حاكم أو قبيلة أخرى فإنها توفد زمرة منها تمثلها وهم ينشدون الزامل الذي قد وضعوا فيه مطلبهم وأوجزوا فيه غرضهم. | ||
ويكون الزامل عادة باللغة العامية وتتفاوت القطعة منه ما بين اثنين وثمانية أبيات وهو موجود بصورته هذه في المناطق الشمالية. | ويكون الزامل عادة باللغة العامية وتتفاوت القطعة منه ما بين اثنين وثمانية أبيات وهو موجود بصورته هذه في المناطق الشمالية.}} | ||
}} | |||
=== تاريخ === | === تاريخ === |
مراجعة ١٢:٢٦، ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٢
فن شعري خاص من فنون اليمن وقبائله وبعض القبائل العربية. يلحن وينشد شعر الزامل جماعياً للتعبير عن مناسبة ورفع معنويات وهمم منشديه.
"يعني الزامل في اللغة الفصحى الصوت المختلط من عدة أصوات، وبمعنى آخر العدو المتمايل كسرعة الأعرج. وقد يتسع مدلول التمايل على التماوج كصوره للكثرة. وهو إنتاج جماعي روته أجيال عن أخرى، ولا يشكل (البداع) إلا أجزاءه في المناسبات الطارئة، غير أن أكثرية الزوامل المتداولة مجهولة القائل كزوامل الحروب والسياسة والأعراس والترحيب والاستقبال، يكون قائما على هيئة بيتين أو أكثر من الشعر، يتم تنسيقها بعدة ألحان وأنماط."[١]
يعرف الأديب اليمني أحمد محمد الشامي الزامل في كتابه "قصة الأدب في اليمن":
الزامل وجمعه زوامل وهو نوع من الرجز يلجأ إليه أبناء اليمن عندما يكونون في حالة خصام أو حرب فيقف قائدهم وهو في الغالب يجيد نظم الزوامل، أو أي واحد منهم فيرتجز بضعة أبيات بلهجته العامية فيلتقفها القوم ويغمونها بأصواتهم، ثم ينشدونها جميعاً لإثارة الحماس وتحفيز الهمم. وكذلك إذا أرادت جماعة من الناس أو قبيلة من القبائل أن تحقق لها مطلباً من مسؤول أو حاكم أو قبيلة أخرى فإنها توفد زمرة منها تمثلها وهم ينشدون الزامل الذي قد وضعوا فيه مطلبهم وأوجزوا فيه غرضهم.
ويكون الزامل عادة باللغة العامية وتتفاوت القطعة منه ما بين اثنين وثمانية أبيات وهو موجود بصورته هذه في المناطق الشمالية.
تاريخ
لا يوجد تدوين محدد لبداية هذا الفن الشعبي اليمني.. لكن يوجد أول إشارة تدل على هيئة الزامل، وهو ما جاء ذكره في قصة (ثيونانس) في أوائل القرن السادس عندما تكلم عن الوفد الذي أرسله قيصر الروم إلى ملك حِمْيَر (اليمن)، وهو الوفد الذي رأسه شخص يدعى (يدليانوس)، الذي ذكر أنه رأى الملك الحميري عندما خرج في موكبه واقفاً على عربة، أو مركبة تجرَّها أربعة أفيال، وليس على هذا الملك من الملابس إلا مئزراً محوكاً بالذهب حول (حقويه) وأساور ثمينة في ذراعيه، ويحمل بيده ترساً ورمحين، وحوله رجال حاشيته وعليهم الأسلحة، وهم يتغنون بإطرائه وتفخيمه.. فلما وصل السفير وقدم للملك كتاب القيصر قبَّله السفير نفسه وقبَّل الهدايا التي حملها السفير.
وهذا الوصف يدل على هيئة الزامل كما هو معروف لدى اليمنيين في المواكب والأعياد والاستقبالات والزيارات والمناسبات الأخرى كالأعراس وغيرهم.. ومن هذا نستدل أن الزامل كان معروفاً وشائعاً قبل الإسلام لدى عَرَبِ اليمن، بل قبل هذا التاريخ بفترة لأنه ليس وليد الساعة، أي في القرن السادس الميلادي، وبإثبات وجود الزامل، هذا الوجود المبكر، يُرجّح وجود الشعر الذي هو مادة الزامل حيث لا زامل بدون شعر».
ويربط المفكر والأديب اليمني الكبير الراحل الأستاذ عبدالله البردوني بين الزامل وضروب الأدب الشعبي حول «أربع نظريات» أجملها في:
النظرية الأولى: لم تِشِر في تعريفها للأدب الشعبي إلى إبداع هذا الأدب واختلاف أطواره، وإنما نسبته إلى المغمورين المجهولين على تعاقب الأجيال.
النظرية الثانية: تُعَرِّف الأدب الشعبي بأنه: الفن المروي شفهياً ولا يعرف أحد له قائلا معينا.
النظرية الثالثة: تعرف الأدب الشعبي بأنه: الفن الذي يعبِّر مباشرة عن الحياة سواء كان قائله معيناً أو مجهولاً.
النظرية الرابعة: تعرف الأدب الشعبي بأنه كل فن يعبّر عن أحوال الشعب وتطلعاته بغض النظر عن عامية اللغة وفصاحتها، وبغض النظر عن معرفة القائل أو مجهوليته.. وعلى هذا فالزوامل الشعبية تنطبق على أكثر هذه النظريات فبعضها مجهولة القائل, وبعضها معروفة القائل.
ودلالة على مجهولية قائل الزامل، يحمل الأدب الشعبي اليمني في سطوره المدونة نقلاً عن رواته المعمرين حكاية شعبية تناقلتها الأجيال، تؤصل علاقة الزامل بالأدب الشعبي الشفوي حيث تروي هذه الحكايات أن بعض القبائل فرَّت في سنة (دق يانـوس) إلى كهوف الجبال خوفاً من هجوم المعتدي، وفي هدأة الليل سمعت أصواتاً جهيرة كثيرة العدد، بديعة الإيقاع لم تسمع أجمل منها إثارة وحماسيةً، وكانت تردد باللغة الشعبية زاملاً يهز النفوس ويرنح قامة الصمت، وعندما أصغت إليه القبائل حفظت ذلك الزامل:
قبح الله وجهك يا الذليل عـاد بعد الحرايب عافية
عند شبَّ الحرايب ما نميل با تِجيك العلــوم الشافية
وكانت أصوات الزمّالين تقترب فتثير الفزع، وتبتعد فترجعها الرياح.. وكانت القبائل المختبئة تخرج من مخابئها فلا ترى أحداً، وإنما تسمع ضجيجاً وتشاهد أمواج الغبار، فتأكد المختبئون من اشتعال حرب بين (الجان)، فهيَّجَهُم ذلك الزامل الحماسي فاجتازوا الخوف واندفعوا لمقارعة العدو. وهذه الحكاية بتاريخيتها سنة (دق يانوس)تشير إلى الغزو الروماني بقيادة (اكتافيوس) وربما حرفت اللهجة المحلية اسم القائد فسموه (دق يانوس)، ولعل هذه التسمية تعرف الغزو الروماني والحبشي معاً في مطلع القرن الثالث الميلادي، وإلى هذه الفترة تنتسب نشأة فن الزوامل، وتعلمتها الجموع القبلية عن (الجان)، ثم أصبحت تقليداً، لأن (الجان) أعلى أمثال الشجاعة والإبداع القولي.
وفي صدر الإسلام قدم المصطفى صلى الله عليه وسلم مهاجراً من مكة إلى يثرب(المدينة المنّوره) فاستقبلته قبيلتان يمنيتان هما الأوس والخزرج، وكانت جموعهما ترتجز زاملاً في مديحه صلوات ربي وسلامه عليه، وتأييداً للرسالة المحمدية حيث يقول ذلك الزامل:
طلع البدرُ عليـــــــــنـا مــــــن ثنيّة الـــــــوداع
أيها المبعوث فيـــــــــــنـا جئـــــت بــــالأمر المـطـــاع
جئت شرَّفت المدينة مـرحــــــباً يـــــــا خير داع
وَجَبَ الشكُر عليـــــنـا مــــــا دعــــا لله داع
وهذا زامل مرتجل مصحوب بالطبول، وصادر من قبيلتين يمنيتين، اعتادت الاستقبالات بالزوامل وقرْع الطبول ولا زالت على حالها لدى قبائلنا في مناسبات الاستقبال والوداع.[٢]
الزامل والحرب اليمنية
مع اشتعال الحرب اليمنية في مارس 2015، نشط فن الزامل من جديد، حيث تعد رقصة البرع من أكثر الرقصات تجسيدا للفن وتعبر عن الحرب ولحظات احتدامها، ويؤديها الذكور حاملين أسلحتهم البيضاء والنارية، ولعل الحوثيون نجحوا في تقديم إنتاج غزير، حيث يتّسم النشيد الحوثي بالأداء الجماعي، ويصحبه دائما إيقاع الطبل العسكري المنتظم ووحدة النبرة، وللحوثيين فرقتان فنّيتان في محافظة صعدة واثنتان من صنعاء، حيث تؤدي كل الفرق النشيد بأسلوبها الخاص وبنكهة مناطقها.
وعقب العدوان السعودي على اليمن، دارت السيارات حاملة الميكروفونات تذيع أناشيدهم مثل “ما نبالي ما نبالي” الشهيرة، أثناء عمليات القذف المستمرة لشحذ معنويات السكان وتشجيعهم على تحمّل القصف، كما ظهر أيضا زامل “قل لأصحاب السمو يكفي تعدّي”، والتي صاحبت استعدادات الجماعة لبدء المناورات ضد السعودية باستخدام السلاح الثقيل وتحذر الأنشودةُ السعوديةَ من التعدي على الحدود وتتوعّد قواتها بالموت، وتبعها “زوامل” دعت العامة لمواصلة المقاومة ومنها “تجندنا كتايب” التي تؤكد كلماتها على أن الحوثيين تعوّدوا القصف وأصبحوا يعرفون كيف يتعاملون معه.[٣]
أغراض الزامل
تتعدد أغراض الزامل بتعدد وسائل الحياة وأحداثها وتقلباتها، فتجده حاضراً في السلم والحرب، وفي طوارق الأحداث والفواجع المحمولة على الصُدفة، وفي المناسبات، والاستقبال، والوداع، والمفاخرة. كما تجده منبراً حُراً مُعبّراً ومعززاً للقيم النبيلة السامية في التعايش، وفي نجدة الملهوف، والانتصار للمظلوم. وأداة لتدوين الحوادث الزمنية العابرة، ومجريات الصراعات القبلية.
نماذج للزوامل وشعر الزامل
يا جبال المنطقة كلمي منهو غبي قــــائد السلطة وجيشه وتجار الحروب
قولي ان الحرية والسياده مطلبي والديمقراطيه الــعدل في حكم الشعوب
وانت يا وادي بناء قل لصنعاء وارحبي والشبــــــيبه والطليعة تجـــهز للوثوب
نستعيد الارض لي مغتصبها الاجنبي والوطن يصبح موحد شماله والجنوب
سلام منا ألف ياجمهورية بانفتديها بالجماجم والدمااليوم جيناكم نريد التضحيه باننزل ( السيد ) من اعنان السما
ياحيود اسبيل فوق المناسح غاب سلطانش وغابت نجومه
وين جاء ذي كان قرنه مناطح من قتل في العيب ماحدى يلومه
المراجع:
الزامل فن الحرب والسلام - ثقافات - البديل اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2018م
كتاب الزامل في الحرب والمناسبات لـ صالح بن احمد بن ناصر الحارثي
كتاب فنون الأدب الشعبي في اليمن لـ عبدالله البردوني
موسوعة المحيط - فن الزامل اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2018م