الفرق بين المراجعتين لصفحة: «تغريبة الأغنية اليمنية»
qanbus>LoayAmin لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
(٣ مراجعات متوسطة بواسطة مستخدمين اثنين آخرين غير معروضة) | |||
سطر ١: | سطر ١: | ||
عبق الفن والأصالة والتاريخ يفوح من كل ركن من أركان اليمن، ذكر صاحب "الأغاني" أن غناء أهل اليمن يرجع إلى "علس بن زيد ذي جدن" فقد زعموا أنه أول من تغنّى باليمن، وأنه كان من ملوك اليمن. فالجدن الصوت الحسن عند أهل اليمن. | عبق الفن والأصالة والتاريخ يفوح من كل ركن من أركان اليمن، ذكر صاحب "الأغاني" أن غناء أهل اليمن يرجع إلى "علس بن زيد ذي جدن" فقد زعموا أنه أول من تغنّى باليمن، وأنه كان من ملوك اليمن. فالجدن الصوت الحسن عند أهل اليمن. | ||
يستند المؤرخون جميعا -عربا وغير عرب- إلى رواية المؤرخ العربي الشهير المسعودي -أبو الحسن علي بن الحسين- القائل: {{اقتباس |عرف اليمنيون نوعين من الغناء: الحميري والحنفي ولكنهم كانوا يفضلون الأخير}} | يستند المؤرخون جميعا -عربا وغير عرب- إلى رواية المؤرخ العربي الشهير المسعودي -أبو الحسن علي بن الحسين- القائل: {{اقتباس |عرف اليمنيون نوعين من الغناء: الحميري والحنفي ولكنهم كانوا يفضلون الأخير.}} | ||
والأستاذ الصادق الرزقي صاحب "الأغاني التونسية" في باب "الأغاني والموسيقى واللغة" يحدثنا بما يلي: | والأستاذ الصادق الرزقي صاحب "الأغاني التونسية" في باب "الأغاني والموسيقى واللغة" يحدثنا بما يلي: | ||
سطر ١٩٨: | سطر ١٩٨: | ||
[[تصنيف:تراث اليمن]] | [[تصنيف:تراث اليمن]] | ||
[[تصنيف:موسيقى]] | |||
{{#seo: | {{#seo: | ||
|image= | |image= https://qanbus.com/images/c/c9/Qanbus-Yemen.jpg}} |
المراجعة الحالية بتاريخ ١٤:١٨، ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٢
عبق الفن والأصالة والتاريخ يفوح من كل ركن من أركان اليمن، ذكر صاحب "الأغاني" أن غناء أهل اليمن يرجع إلى "علس بن زيد ذي جدن" فقد زعموا أنه أول من تغنّى باليمن، وأنه كان من ملوك اليمن. فالجدن الصوت الحسن عند أهل اليمن.
يستند المؤرخون جميعا -عربا وغير عرب- إلى رواية المؤرخ العربي الشهير المسعودي -أبو الحسن علي بن الحسين- القائل:
عرف اليمنيون نوعين من الغناء: الحميري والحنفي ولكنهم كانوا يفضلون الأخير.
والأستاذ الصادق الرزقي صاحب "الأغاني التونسية" في باب "الأغاني والموسيقى واللغة" يحدثنا بما يلي:
على أننا أردنا مقايسة اللغة للأغاني بما سواها من اللغات رجعنا بها إلى أحقاب بالية وعصور خالية ونظرنا إلى عاد وثمود وآل تبع ويعرب وطسم وكديس فنظرنا إلى تلك المدنية العربية والحضارة الحميرية التي بقيت لنا اطلالها تنشد على نغماتهم الشعرية، فأننا بتلك الأشعار تتبعنا آثار العمران القديم، فاهتدينا إلى أن تلك الحضارة لا تخلو من كمالات في ظروفها وضروبها ومن البديهي أن الغناء والطرب من الزم الضروريات وإذا علمنا أن العرب سكان اليمن والحيرة وحضرموت وسبأ وغيرها قد أتوا من الذلاقة وصفاء الصوت وحسنه درجة سامية – وعرفنا منزلة هؤلاء من الشعر وتقاسيمه، ايقنا ان العبريين على قدمهم – وهم الذين ضارعوا العرب في الأعصر القديمة – لم يتقدموهم في صوغ الإلحان والتغنيّ بها
لذلك في جميع المصادر التاريخية كُتب حول عراقة وحضارة اليمن في الغناء، أي فيما قبل التاريخ، إلى عصر الإسلام، فاليمن كانت موجودة بغنائها من خلال أمرائها: ابن اليشرح، وعلس بن زيد وكثير من الأسماء التي تغنت الغناء اليمني على مدى التاريخ -وليس هذا من الزهو أو المبالغة إطلاقاً- وإنما التاريخ لا يذكر لنا أي غناء، أو اسم أي مغني من أي بلد عربي كان إلا في صدر الإسلام، لذلك عندما نأتي إلى أي كتاب يتحدث عن الموسيقى نجد اليمن في مقدمة الجميع.
يعود هذا الفضل إلى الكثير من المغنيين منهم المغني طويس اليمني الأصل كما يقول الكاتب والأديب المصري "أحمد بن إسماعيل بن محمد تنكور المشهور بأحمد تيمور"، ثم في زمن الأمويين والعباسيين. والغناء المتقن فن يمني مازال معمولاً به في اليمن حتى اليوم، وبناؤه الموسيقي يقوم على استهلال غنائي خال من الإيقاع يؤدى بأسلوب الموال، ثم يتحول في جزئه الثاني إلى الأداء بمرافقة الإيقاع الثقيل، ليصير هزجاً سريعاً بمرافقة الرقص في جزئه الثالث، وأشهر من غنى هذا اللون في اليمن الفنان الكبير والأشهر على الإطلاق محمد حمود الحارثي لروحه السلام ولصوت أنغامه الخلود وأيضا الفنان الكبير أحمد بن أحمد السنيدار، الذي له دور في إحياء وتطوير التراث الغنائي اليمني القديم واللون الصنعاني على وجه الخصوص المعروف بثرائه وصعوبته، كذلك المؤرخ الموسيقي، والملحن والمطرب الكبير محمد مرشد ناجي المرشدي والتي تمتدد تجربته الفنية الكبيرة إلى أكثر من ستة عقود في إثراء وتطوير الأغنية اليمنية، وساهم بدور هام في إحياء ونشر التراث الغنائي اليمني الغزير والمتنوع على مستوى اليمن والجزيرة العربية.
مدارس الفن اليمني:
هذا التراث سواء في شمال اليمن أو في جنوبه له مدارس متعددة ومتنوعة فهناك المدرسة اللحجية – نسبة إلى منطقة لحج – ومدرسة الفن اليافعي – نسبة إلى منطقة يافع – التي تزعمها الشاعر الغنائي يحيى عمر اليافعي صاحب أغنية:
"يحيى عمر قال قف يا زين
سألك بمن كحل أعيانك
ومن علمك يا كحيل العين
ومن الذي خضب ابنانك
من صب لك حرز في حرزين
ومن صاغ لولك ومرجانك
لك قسم في قسم في قسمين
ولك قسم زايد عن اخوانك
يا مركب الهند أبو دقلين
يا ليتني كنت ربانك
باعبر بك البر والبحرين
وانزل المال في خانك
واكتب على دفتك سطرين
الله يخون الذي خانك"
وهي الأغنية التي تغنى بها الفنان محمد عبده بعد تحريف لحنها ونسبة كلماتها – المحرفة أيضًا – إلى غير شاعرها الحقيقي ( الأمير بدر بن عبدالمحسن).
وإذا اتجهنا قليلًا إلى شرق هذا الجنوب سنجد الفن الغنائي الحضرمي ومن فنانيه المشهورين السيد البار ومحمد جمعة خان والفنان الكبير أبو بكر سالم بلفقيه.. كما أبدع في فن الدان الفنان محمد سعد عبدالله .
وهناك أيضا في عدن عاصمة الجنوب سابقًا نشأت مدرسة أخرى من الشباب الذين برزوا وهم كثيرون يأتي في مقدمتهم محمد مرشد ناجي ولا سيما في مسيرته مع الشاعر الغنائي محمد سعيد جرادة كما في أغنيته "هي وقفة لي لست أنسى ذكرها أنا والحبيب" وقد تصل أغاني محمد مرشد إلى ما يقارب 90% من كلمات الشاعر جرادة بالإضافة إلى أغانيه الوطنية التي غناها لشعراء يمنيين كبار من أبرزهم الشاعر لطفي جعفر أمان.
وفي هذه الفترة كان الفنان الكبير "الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم" صاحب أغنية "واعيباه".. ومن فناني هذه المرحلة الفنان سالم أحمد بامذهب من مدرسة الفن العدني التي أطلق عليها فيما بعد رابطة الموسيقى العدنية وهو صاحب أغنية "الوردة الحمراء على خد السمراء" وكان يرأسها الفنان خليل محمد خليل صاحب أغنية "يوم الثلوث".. بعد هذه الباقة من الفنانين أتى جيل من الشباب منهم الفنان أحمد يوسف الزبيدي وصالح الزبيدي ثم تبعهم جيل آخر من أبرزهم الفنان عبدالكريم توفيق في أغانيه "يا نجمة الفجر" و"بو العيون السود" وهذه الأخيرة من كلمات الشاعر الغنائي صالح نصيب.
وفي شمال اليمن هناك عدد من المدارس الفنية على رأسها فن «الشعر الحميني» المشهور بألحانه الجميلة وشعرائه المجيدين من أمثال الشاعر علي العنسي صاحب ديوان «وادي الدر» والشاعر الآخر عبدالرحمن الآنسي وابنه أحمد الآنسي صاحب ديوان «ترجيع الأطيار» وقصيدة «يا حمامي أمانة مادهاك» والشاعر الخفنجي صاحب قصيدة «وابروحي من الغيد» التي غناها مجموعة من الفنانين من أشهرهم محمد سعد عبدالله وأحمد السنيدار وعلي السمه وعبدالرحمن الآنسي كما غنى هذه الأغنية عدد من فناني الخليج من بينهم الفنان يوسف الضاحي والفنان محمود الكويتي وصاحب الصوت الشجي الفنان عوض الدوخي الذي كان يغني أغاني أم كلثوم بعزف منفرد على العود كما غناها -فيما بعد- صوت الأرض الراحل طلال مدّاح كما أن الذين عاشوا تلك الفترة لم ينسوا «المدرسة الكوكبانية» بزعامة الشاعر الحميني محمد عبدالله شرف الدين ومن الفنانين الذين امتطوا صهوة هذه المدرسة الفنان اليمني الراحل محمد حمود الحارثي والثلاثي الكوكباني -محمد الكوكباني وسعد الكوكباني وعبدالوهاب الكوكباني- وغيرهم.
وضمن هذه المدارس المتعددة تأتي «المدرسة الحرازية» -نسبة إلى مدرسة حراز- ومن أشهر فنانيها الفنان الراحل علي بن علي الآنسي. وفي غرب جنوب الجزيرة العربية سوف نجد «الفن التهامي» الذي تغنّى بكلماته فنانون مشهورون من أمثال أيوب طارش في أغنيتيه «وازخم .. وازخم» ولمحمد مرشد ناجي باع طويل في هذه المدرسة.
ولا ننسى دور الفنان أيوب طارش الذي أبرز فن المناطق الوسطى في اليمن والذي يمكننا أن نطلق عليه "الفن التعزي" ذاك الفن الذي يتغنى بالفلاح والمزارع و المطر والأرض ومن أرق أغانيه التي تغنى بها كانت للشاعر عبدالله عبدالوهاب نعمان المقب الفضول وهو الشاعر الذي كتب كلمات النشيد الوطني وقام بتلحينه أيوب طارش.
سرقة وقرصنة الاغنية اليمنية:
إذاً عزيزي القارئ إن كنت تعلم، كل هذه المدارس الفنيّة ومذ ما يربوا عن أربعة عقود -والأغنية الصنعانية والحضرمية واللحجية واليافعية- كانت تتعرض ولم تزل إلى النهب واللطش والتشويه من قبل فنانين خليجيين وعرب، بل واسرائيليين، أربعة عقود وهؤلاء يمارسون السطو على أغاني الفقراء وهمومهم الموسيقية وتراثهم الفني وذلك جراء تصدر الجهلة والأميين ومهربي الآثار للمواقع السياسية والثقافية في اليمن، وبسبب غياب استراتيجية ثقافية يمنية "كما هو الحال في جميع المجالات الأخرى" صار التراث الغنائي اليمني نهباً للجيران والغرباء والأعداء، هكذا وبغمضة عين يتمكن مال وأعلام الأشقاء في الخارج من السطو على حقوق اليمنيين الفنية ومصادرة هويتهم الابداعية الغنائية بدون حياء، وليس بغريب ان ينسب راغب علامة في برنامج "عرب ايدول" اغنية سر حبي فيك غامض المحضارية الشهيرة للتراث الخليجي ثم يعتذر، لنتفاجئ بعدها بأحلام وهي تقوم بنسب اغنية "يا منيتي يا سلا خاطري" للتراث الخليجي أيضاً، بينما هي من كلمات ولحن أحمد بن فضل العبدلي اللحجي الشهير بالقمندان. وهي واحدة من اعذب اغاني القمندان وقد ذاعت في اصقاع المعمورة وتغنى بها السارح والبارح وصدح بها المقيلون في دوواينهم وفي الاعراس وفي مخادرهم، وغناها الأجانب شرقيون وغربيون، آسيويون وأفارقه حتى لم يبقى عاشق للطرب لم يسمعها او يستمتع بها، و كان أول من تغنى بها هو الموسيقار فضل اللحجي وسجلها على اسطوانات التاج العدني عام 1939 وغناها من بعده بامخرمة وعبد المحسن المهنا وفيصل علوي وطه فارع وبشير ناصر وسعيد سيلان ونوال ونور الهدى وأسماء المنور وعبود زين وأصالة وطابور من المغنيين من كل بلد لكن يبقى الاداء المطرب المفعم بالشجن والشكاء والوجد يتدفق نغماً ومعنى ومقاماً من صوت فضل محمد اللحجي و فيصل علوي
"يا منيتي .. يا سلا خاطري .. وانا احبك يا سلام
ليه الجفا .. ليه تجرحني .. وانا احبك يا سلام
لك عنق الظبا .. يا سيدي وعين المها لك وتغريد الحمام
واحنا عبيدك .. في الهوى جملة
وانا احبك يا سلام .. الخ"
رحم الله الفنان القدير محمد مرشد ناجي المرشدي حيث شدد مرارا على ضرورة أن تبادر الحكومة اليمنية _ أي حكومة يمنية، قبل الوحدة وبعدها_ إلى اعداد استراتيجية لحفظ التراث اليمني. وقد تحدث في لقاء مع الاعلامي محمد كريشان وقدم نقدا ضد هؤلاء المنتحلين بدون وجه حق، قائلا: "التراث العربي عمومًا هو ملك العرب جميعًا، إذا كان أي مطرب عربي يريد أن يأخذ من التراث اليمني له الحق كل الحق أن يأخذ، لأنه هو عربي فأنا من حقي أيضًا إذا أعجبتني -مثلاً- أغنية من المغرب أو تونس -وخاصة التراثية- لاحظ معي سيدي الفاضل إنه إذا كانت هي تراثية، لكن إذا كان من ألحان أشخاص فهذا عيب، إنك أنت لابد أن تستأذن أو تعطيه، أو تعطي للرجل حقه، لكن التراث ملك الجميع، مثل التراث الأدبي من حق أي دولة عربية أن تطبع أي مطبوعة كانت، تراثية، لأي بلد عربي آخر دون أن تسألهم ولا تقول لهم حتى، لأنه هذا ملك للأمة العربية، والأغنية التراثية -أيضًا-هي ملك للأمة العربية، بس هو عليه أن يقول أن هذا من التراث اليمني وخلاص".
هكذا إلى الأبد سنظل نستمع إلى عشرات الأغاني من التراث اليمني منسوبة إلى فنانين خليجيين وعرب، ما لم تتصدى لهؤلاء المنتحلين أية مؤسسة ذات وصف وصلة.
سأقوم بالإشارة هنا إلى بعض الأغاني التي تم السطو عليها لكي نأخذها كمثال ولتعزيز الفكرة.
لكن قبل ذلك أود الإشارة والتنبيه إلى نمط السرقة هنا، فهناك نمط مغاير وحاذق من السرقات الغنائية التي طالت التراث اليمني لاتعتمد إلى تبني الأغنية بكاملها كلمة ولحناً ونسبها لغير مبدعيها الأصليين. بل سطو يقوم على التقاط اللحن وتركيب كلمات أخرى لا تختلف كثيراً عن مضمون وأجواء الكلمات الأصلية فيما يكتفي الفنان بالإشارة للحن بوصفه فلكلوراً مع أن ملحن الأغنية معروف. مثلاً أغنية "يقولولي قنع منك وفي الآخر رماك" للفنان طلال مداح لحنها مأخوذ كلياً من لحن أغنية "يقولولي نسي حبك وليه تجري وراه" التي غناها الفنان اليمني أحمد يوسف الزبيدي وغنتها الفنانة اليمنية أمل كعدل أيضاً وكلماتها الأصلية للأمير: صالح مهدي العبدلي، ولحنها للأمير محسن بن أحمد مهدي العبدلي والكلمات التي قام طلال مداح بتركيبها على اللحن كتبها: لطفي زيني وأجواءها لا تبتعد كثيراً عن أجواء كلمات الأغنية الأصلية أما اللحن فهو اللحن ذاته، يقول مطلع أغنية يقولولي نسي حبك للفنان أحمد يوسف الزبيدي:
"يقولوا لي نسي حبك وليه تجري وراه
تناسى الحب من قلبك ودور لك سواه
وكيف أنساه وأنا ارِيده؟
وقلبي مِلْك في إيده
أنا مدمن على حبه وقلبي ذي يباه"
بينما يقول مطلع أغنية يقولولي قنع منك التي غناها الفنان الكبير طلال مداح:
"يقولولي قنع منك وفي الأخر رماك
و غيرك فضله عنك وشوه لك هواك
و ضيع لك في أوقاتك
و قطر الحب أهو فاتك
و مهما كانت الأحوال
أنا ما أســـمع الأقوال
أنا من يدك اليمنى إلى اليد الشمال".
أغنية "كلمة ولو جبر خاطر" التي قام بسرقتها الفنان عبادي الجوهر وتمت نسبتها للأمير السعودي عبدالرحمن بن سعود، ناتج عن تجهيل وطمس التراث اليمني. حينما غنى الشاب عبدالله الخليفي المتسابق في برنامج "عرب ايدول" اغنية "كلمة ولو جبر خاطر" وبعد ان اكمل المتسابق غنائه قالت الفنانة احلام ان هذه الاغنية سعودية !! لكنها للأسف لم تكن تعلم أن قصيدة كلمة ولو جبر خاطر تم توثيقها في ديوان مطبوع للفنان محمد سعد عبدالله: لهيب الشوق، وسجلت الأغنية في بيروت في منتصف الستينات ومعروفٌ للجميع أن الأغنية والقصيدة هي لمحمد سعد عبدالله، شعرا ولحنا.
الفنان البحريني خالد الشيخ لم يكتف بالسطو على كلمات الأغنية التراثية اليمنية "اللون الصنعاني" وإنما أخرج مسخا لا ملامح له في اغنية بعنوان: "نعم نعم هذه سنة المحبيّن" حيث قام بالمزج بين اغنيتين يمنيتين مقتبسا ودون حياء أو خجل ابياتا من قصيدة "الناس عليك ياريم اقلقوني" للشاعر الفقيه بن مهير ، وأربعة ابيات أخرى من قصيدة "عليك سموني و سمسموني" لإبن شرف الدين.
الأغنيتين التراثيتين:
الأغنية المسروقة:
أغنية "شي معاكم خبر زين".
والتي لطشها الفنان خالد الملا وغناها عدة فنانيين خليجين فيما يشيع إعتقاد سائد أنها أغنية من التراث البحريني بسبب ذكر المنامة والبحرين في مطلعها المعدَّل.
الأغنية في الأصل تقول
"شي معك لي أخبار
قل لي وا حادي العيس لا تخيب ظنوني
كيف شفت المكلا والحبايب في الديس
عاد شي يذكروني"
تم تعديل كلماتها والسطو عليها لتصبح:
"ما معاكم خبر زين.. يارسول السلامة
لا تخيب ظنوني بسألك عن البحرين
كيف أهل المنامة.. عاد هم يذكروني"
الأغنية من كلمات شاعر أبين: عبد الله مقادح وهي من ألحان وغناء فنان أبين أيضاً: محمد علي ميسري.
نأتي الآن إلى سطو وظلم ذوي القربى وهي أشد مضاضة كما يظهر في هذه الأغنية للفنان العدني إبراهيم الماس المولود عام 1900 والذي ينحدر من أسرة من شبام كوكبان العريقة بفنونها وعلومها، "ظبي اليمن" التي غناها لاحقا أحمد فتحي على أنها من الحانه وكلمات الشاعر عبدالعزيز المقالح
خاتمة:
الأغاني المقرصنة من التراث اليمني كثيرة جداً، ونحن ذكرنا هنا أبرزها فقط.
ايها الأشقاء آن لهذا العبث أن يتوقف، كُفّو عن سلب التراث اليمني وقرصنته، الانتحال والاستهتار والسخرية لا تزال تمتد من حين لآخر لسرقة فنانين يمنيين لا زالوا وذويهم على قيد الحياة، لقد تنازل اليمنيون عن كل شيء بدءً من السياسة إلى الاقتصاد والرياضة وحتى الجغرافيا والتربة لكن هنا الأمر يختلف فهنا حياتهم وتراثهم الفني والغنائي التي هي آخر مدخراتهم، فلا يعني وجود جار لكم فقير معزول بثقافته، يجعلكم تنتحلوا تراثه الفني والغنائي.
في النهاية المشكلة ليست في اللصوص والمنتحلين بقدر ما تتعلق باليمنيين أنفسهم ، ففي مؤسساتهم الرسمية وعلى رأسها وزارة الثقافة الفضائحية التي لا يهمها حفظ وصون وتوثيق هذا الحق ونشره كما ينبغي، والتي من المفترض تحويلها من وزارة الثقافة إلى مزرعة للدواجن.
كتب هذه المقالة : عمر العامري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع:
- الأغاني: الأصفهاني
- الغناء اليمني القديم و مشاهيره: محمد مرشد ناجي.
- موقع الموسوعة العربية http://www.arab-ency.com/ar
- الأغنية اليمنية التي تجرؤوا عليها : جريدة المدينة