الفرق بين المراجعتين لصفحة: «فن الدحيف»
ط (مراجعتان) |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٤٧: | سطر ٤٧: | ||
مدونة جمال السيد | مدونة جمال السيد | ||
المراجعة الحالية بتاريخ ١٤:٠٠، ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٢
يعتبر فن الدحيف من أغنى وأهم الفنون التراثية الشعبية في اليمن بما يتميز به من تنوع ابداعي وما يشتمل عليه من جزئيات جمالية تكاملية تتضافر أنسجة الفن فيها لتشكل لوحة فسيفساء رائعة يتناغم فيها الشعر واللحن والصوت والإيقاع والرقص ومزاج البيئة الشعبية الحاضنة لهذا الإبداع التراثي الشعبي.. وفن الدحيف التراثي يرتكز أساساً على رقصة تسمى (( رقصة الدحيف )) وموطنها محافظة أبين وعلى الأخص مدينة شقرة الساحلية ويمكن القول تأسيساً على ذلك إن هذه الرقصة هي إحدى الرقصات الشعبية للصيادين ولكن لا يمكن أن يكون الدحيف دحيفاً حقيقاً عند مؤديه ومرتاديه الا إذا إقترن بالشعر والغناء والإيقاع وأريحية السامرين.
وتقام حفلات الدحيف في مناسبات الزواج ويختلف الناس في تحديد مدة إقامتها حسب قدرة مقيمها المادية فالبعض يقيمها لمدة ليلة (الليلة السابقة للزفاف) والبعض يقيمها لليلتين قبل الزواج والبعض لمدة ثلال ليل والبعض يجعلها أسبوعاً كاملاً وكانت العادة في الماضي أن تقام ليالي الدحيف في منتصف الشهر العربي (الليالي المقمرة) نظراً لعدم وجود الكهرباء حينها أما في الحاضر فإن وجود الكهرباء جعل الناس يختارون لها أي لية في الشهر، ويبدأ الدحيف في منتصف الليل ويستمر حتى طلوع الصباح ثم يذهب كل إلى حال سبيله إذا كان صاحب الزواج قد حدد للمشاركين ليلة واحدة أما إذا حدد لهم أكثر من ليلة، فإنهم يأتونه في الليلة التالية ويستأنفون الحفل بنفس التوقيت السابق وهكذا دواليك حتى تنتهي المدة التي حددها، وفي كل ليلة من ليالي الدحيف يكون على صاحب الزواج الثيام بمتطلبات الضيافة للمشاركين طوال الحفل/السمرة وذلك بتوفير الكعك والشاي والقهوة وغير ذلك مما نستطيع تسميتها مأكولات (البوفية) وتتكون عناصر حفلة الدحيف بحسب تراثها المألوف من الأتي:
- الشعراء:
وهم عماد الحفل إذ أن الشعر الذي يقولون في تلك الليلة بصورة تلقائية وفورية من خلال المساجلات فيما بينهم هو الأثر الوحيد الذي يبقى ربما لعشرات السنين بعد ليل الحفل وأغلب مرتادي حفل الدحيف يأتون أساساً من أجل سماع جديد هؤلاء الشعراء والأستمتاع بجدلهم الشعري الجميل، وللدحيف شعراؤه المتخصصون الرئيسيون الذين يجتهد صاحب الحفل في دعوتهم وتحمل تكاليف انتقالهم من مناطقهم الى مكان إقامة الحفل على أن ذلك لا يمنع أن يشارك أيضاً في المساجلات شعراء آخروون جاؤوا من تلقاء أنفسهم للمشاركة، وفي العادة يبدأ المساجلة صاحب الحفل إذا كان شاعراً أو أكبر الشعراء الموجودين في منطقة الحفل ثم يأتي الرد من شاعر آخر من المستضافين وتستمر المساجلة على قافية واحدة فترة ثم يبدأ شاعر بقافية جديدة ثم أخرى حسب النفس الشعري العام السائد حينئذ وكذا اللحن والإيقاع للرقصة.
- المغني أو المؤدي:
وهو فنان الحفلة وقد يوجد هناك أكثر من فنان في الحفلة الواحدة ويقوم هذا بالتقاط قول الشاعر سواء أكان بيتاً أو بيتين أو عدة أبيات والدندنة بها بصوت لحن الدحيف السائد في تلك اللحظة (للدحيف ثلاثة ألحان رئيسية هي القصير والطويل والمتوسط) فإذا كانت متناسبة مع اللحن غنّاها وإذا لم تكن متناسبة إما يتدخل الشاعر لإصلاح الخلل اللحني أو يمسك المغني عنها، ويستمر الفنان أو المغني في الغناء مع المرددين حتى ينسج شاعر آخر كلمات أخرى جواباً على تلك الأبيات ويلقّنها للمغني فيستأنف المغني الغناء بالأبيات الجديدة وهكذا حتى نهاية الحفل وتكمن أهمية الغناء في فن الدحيف في أنه يتيح فرصة للشعراء لإستيعاب ردود بعضهم على بعض من خلال ترديدها من قبل المغني والمنشدين ثم ترتيب أفكارهم ونظم الرد المناسب لها إضافة الى ما يشيعه الغناء من جو البهجة والحماس بين الحاضرين والراقصين وكذا تثبيت الشعر في ذاكرة الموجودين في الحفل.
- الإيقاع:
يتكون الإيقاع من عازفي الطبول وعددهم في الغالب عازفان فقط وهؤلاء يؤدون نشاطهم بعد أن ينتهي المغني من الدندنة بالأبيات الشعرية ويبدأ بغنائها ويستمرن معه حتى يدخل شاعر آخر إلى حلبة الرقص ويشير لهم بالتوقف ليلقن المغني ردّه على الشاعر الذي سبقه فيتوقفو حتى يبدأ المغني/ الفنان غنائ الأبيات الجديدة أستأنفو العزف وهكذا دواليك.
- الراقصون:
ويتكون طاقم الراقصين من صفين متقابلين صف من الرجال والصف الآخر من النساء ويؤدي هؤلاء رقصة الدحيف تبعاً للحن حيث تبدأ الرقصة خفيفة على صوت اللحن القصير ثم تصبح أثقل وأثقل كلما أقترب الوقت من نهاية الحفل عند طلوع الصبح ثم يتحولون الى رقصة الشرح.
"وتمتاز هذه الرقصة بضربة الأرجل على الأرض مع الصفقة من قبل النساء والرجال ويتخلل ذلك نزول اثنين من الراقصين «رجل وامرأة» إلى الحلقة بين الحين والآخر لتأدية الحركة مع الدوران ويعودان إلى الحلقة وهكذا دواليك وتستخدم في هذه الرقصة طبول كبيرة «المهاجز» وتستخدم فيها أيضاً «المقطرة» التي يوضع فيها الجمر والبخور وتحملها امرأة وتدور بها في الحلقة «المدارة» وتؤدى هذه الرقصة ايضاً في مناسبات الزواج والأعياد الدينية والابتهاجات الخاصة."
ذلك هو فن الدحيف بعناصره التراثية الرئيسية حسبما هو مألوف في المناطق الشهيرة التي مازال يؤدى فيها وهي: شقرة والطرية والعصلة وزنجبار والكود.
من شعراء الدحيف:
نماذج للدحيف وشعر الدحيف
المراجع:
كتاب "الدندنات والبحر" لـ محمد ناصر العولقي
صحيفة الجمهور - ابوبكر باسحيم عميد شعراء الدحيف ورفيق البحر والنضال
مدونة جمال السيد